*"العلم مادارت به الايام" مقاله *سماحة القاضي حسين بن محمد المهدي (عضو المحكمة العليا)*

عاجل

الفئة

shadow

كتب سماحة القاضي حسين بن محمد المهدي مقالته التي جاء فيها:📝

*بسم الله الرحمن الرحيم* 

مامن شك أن الايام تعلم وتفيد فتعلم منها واستفيد
فماهذه الأيام إلا صحائف
لاحرفها من كف كاتبها بشر.
فالعاقل من اعتبر هذه الحياة صحيفة يتعلم فيها ويدون ماينفع ويدوم ويرضي الحي القيوم.
فكلما يحويه صحيفة أعمالك هو ماتسجله باعمالك فاغتنم العلم في العطلة الصيفية.
إن أياما تقضيها في معسكرات العطلة الصيفية مفعمة بالصدق مصبوغة بالفطرة الإنسانية والعزيمة الايمانية قد تصنع في نفوس الجيل الصاعد مالا تصنعه الملايين ولا القصور وتبعث فيها من الحيوية والنشاط مالايقدر على صنعه الأطباء ولاالعقاقير
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ* تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ).
تعلم بقلمك في العطل الصيفية الخط الجميل والعلم الجليل ولاتصغ إلى لغو الحديث والعمل الخسيس ولامايوقع في المعاصي ويحرض على الملاهي ويتسبب في الأذى ويوقع في الشقى.
فما احسن القلم الذي ينتظم الكلام الجميل والعلم الجليل
 ( ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ* ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ).
والقلم لسان اليد وبريد القلب
فهو سفير العقل ولسانه الأطول وترجمانه الأفضل
سبحانك اللهم خير معلم
علمت بالقلم القرون الأولى
أخرجت هذا العقل من ظلماته
وهديته النور المبين سبيلا
فلينظر الإنسان ماذا يملي، فما دون سيكتب عليه (وَ إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ* كِراماً كاتِبِينَ).
فاكتب بقلمك القرآن وماصح من أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام واحفظ به الأحكام وبين به الحلال والحرام.
فعليك فيما تعلم وتعمل رقيب وهو عليك غدا شهيد (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ*
إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ* مايَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ).
فلا تكتب بكفك غير شيئ
يسرك في القيامة أن تراه
فبالكتابة حفظ القرآن ودون التاريخ والعلم والحكم وأمن الإنسان النسيان وقيدت الشهادة والأحكام
إن الكتابة رأس كل صناعة
وبها تتم جوامع الأعمال
فاحرص على تعلمها وكتابتها تظفر بالحسنى وزيادة، واحص كل شيء بالكتابة.
وتعلم الكتابة الإلكتروني لشيوعها وتدوين العلوم والحوادث بها وتعلم على كيفية توثيق التصرفات بها من أجل حفظ الحقوق فمن حفظ مانسي،
وتأمل قول العزيز الحكيم: (مافَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ‏ءٍ) (وَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً)
وتأمل في قول من قال على الله كذبا وافتراء
(لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ سَنَكْتُبُ ما قالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ).
وماذا صنع احفادهم اليهود في فلسطين من سفك الدماء وقتل الأطفال والنساء،
فكأنهم يظنون أن لاحياة بعد الموت ولاكتابة لما قالوا وفعلوا وما اغتصبوا وظلموا، 
وفي سورة يس النبأ اليقين (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى‏ وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْ‏ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ).
إنما الأيام والعيش كتاب
كل يوم فيه للعبرة باب
إن الصهيونية اليهودية ومن على شاكلتها لو عرض عليهم الكتاب الحق لذابوا 
(وَوُضِعَ الْكِتابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ ياوَيْلَتَنا مالِهذَا الْكِتابِ لايُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصاها وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَلايَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً).
إن نصرة فلسطين وإعلان كلمة الجهاد للصهيونية هي المحك وعلى مثل ذلك يصح إيمان المسلم أو يظهر نفاقه
أما تغطيته بالطائفية المذهبية تحت شعار سنة وشيعة فقد والله فلسطين كشفت الأمر .
فالعبرة ليس في التسميات ولا المسميات التي اخترعوها ولكنها في صحة الإيمان.
فماذا انتم قائلون غدا بين يدي الرحمن وقد صدقت ايران واليمن وسوريا والعراق ولبنان ؟
 فالإيمان هو الذي يصدقه العمل 
فيا اتباع رسول الله وياابناء الإسلام فلسطين تناديكم فهبوا لنجدتها إن كنتم مؤمنين (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ) العزة لله ولرسوله وللمؤمنين 
والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين( وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ).

الناشر

علي نعمة
علي نعمة

shadow

أخبار ذات صلة